الأربعاء، 4 يونيو 2008

عيسى يأتي، نظرة سينمائية مغايرة للحرب


الاديب العراقي محمد الأمين


كان على فيلم "عيسى يأتي" أن ينتظر ستة أعوام ليأخذ طريقه الى صالات السينما في العاصمة طهران، وعلى الرغم من الاستقبال الضعيف الذي واجه الفيلم في الأسابيع الأولى من عرضه، الا أن نقاد السينما يتوقعون له نجاحا كبيرا في الأسابيع القادمة نظرا لتوفره على عدة عوامل منها، قوة السيناريو ( من تأليف مشترك لشهريار مندني بور المعروف كواحد من الأسماء المهمة في الرواية الأدبية الايرانية في العقدين الاخيرين والمخرج علي جكان) في تجربة موفقة لاقتباس الأعمال الروائية سينمائيا

والفيلم يعالج قضية أسير ايراني"عيسى" يقدم على الهروب، من معسكرات الأسر التابعة للقوات العراقية في عهد النظام الديكتاتوري، لكنه يحاصر في اللحظات الأخيرة من قبل قوات تابعة للنظام، ويضطر الى الارتماء في النهر.
ويتبين للمشاهد من خلال الرسائل المتبادلة بين عيسى وابنته أنه خطط للهروب استجابة لطلبها في العودة الى البيت و في أسرع وقت ممكن.ويمكن القول أن أهمية فيلم "عيسى يأتي " متأتية من مغايرته للافلام النتجة أو المدعومة من قبل المؤسسات الحكومية والتي تعالج موضوعتي الحرب والأسر من منظور ثابت وخاضع للكليشيهات والشعارات، فالاهتمام بالبعد الفني والرؤية الخارجة عن الخطاب السينمائي الرسمي السائد وعدم الوقوع في فخ ايصال رسائل محددة مسبقا للمتلقي، تسجّل للفيلم فرادته وتمايزه عن أفلام الحرب الايرانية.
وثمة من النقاد الايرانيين من أشار الى أن نقاط قوة الفيلم تعود في الدرجة الأساس الى السيناريو ومنحاه السوريالي في معالجة حادثة إجتماعية هي من مخلفات الحرب التي شنها الديكتاتور المخلوع صدام حسين على ايران.فان وظفت السينما الايرانية رؤية عرفانية غيبية ساندت من خلالها أبطال أفلامها، فان المخرج الايراني غلي جكان كان موفقا في ربط الجانب السوريالي بعالم الاحلام واللاشعور الفردي، في تجربة جديدة استطاعت ان تتجاوز الحد الوهمي بين الواقع والخيال.في فيلم "عيسى يأتي " نحن إزاء رؤية انسانية للحرب أو بتعبير أدق ضد الحرب، توظف فنطازيا الكائن الانساني بوجه واقع مأساوي،ومرير.


WebCrawler Search