السبت، 19 يناير 2008

هل صحيح أننا أمة لا تعرف الفرح ؟!

هنالك اغنية عراقية قديمة جديدة - لا اعرف ان كانت اللهجة مفهومة لدى الاخوة والاخوات من غير العراقيين لكنها تبدأ بجملة - خطار عندنا الفرح - اي ان الفرح قد حل ضيفا علينا وهي رغم قدمها لا زالت تقول الكثير عن حالنا الواقع انها تتكلم عن الفرح وكيف اننا حزانى لان الفرح يمر سريعا بنا لانه ضيف عجول يمر بطرقاتنا ومساكننا كالنسمة التي لا تقراننا تعيسون لان الفرح ليس رفيقا دائما .......الى آخر الكلمات الحزينة واللحن الاكثر حزنا
هل اننا شعوب سعيدة لا اعتقد ،المشكلة اننا لا نعرف كيف نكون سعداء ولا نصدق اننا سعداء اذا حل بنا ضيف الفرح .هل ولدتنا امهاتنا لنظل اسرى هذا الحزن الدائم؟ هل صحيح اننا لا نستطيع الا ان نستسلم لهذا القدر السرمدي؟ هل جربتم ان تضحكوا من دون ان تجدوا من ينعى عليكم ضحكاتكم ومسراتكم او يحتسبها لديه ليقوم بتنغيصها عليكم لاحقا ويفكر الف مرة كيف يطرد عنا وعنكم هذا الضيف الخفيف الظل الذي لا يزورنا كثيرا؟ نحن امة لا تعرف الفرح ولا تحب الفرح ولا تقدر الفرح كم حزينة هذه الاغنية بكلماتها الحزينة والمتشائمة في نظرتها الى الفرح؟ كنت احسب ان وطني العراق قدر له ان يظل جريحا وحزينا لانهم ارادوه ان يكون كذلك لكنني رايت ان العرب امة تخجل من الفرح وتخاف منه لا نفتح له ابوابنا اذا مر بنا لا نحتفل به اذا ابتسم لنا لا نحتضنه اذا سلم علينا لاننا نخاف من ضحكاتنا ونخاف الذين يشاهدوننا نضحك لانهم قد يضحكون علينا او حتى قد ينتقمون منا بسبب هذه الجريمة لكن هل نستسلم ونقبع تعساء في مراقدنا وننتظر الضيف الذي يمر سريعا؟ لماذا لا نتبنى الفرح؟ لماذا لا نعشق الفرح؟ لماذا لا نحيا مع الفرح؟ لماذا لا نتبرأ من الذين لا يفرحون او يتركوننا نفرح؟ لماذا لا نخرج الى نور الشمس ونقيم مهرجان الفرح مثل بقية الشعوب الذين يفرحون بابسط الاشياء؟ بعضهم يفرح بالغناء او بقراءة قصة قصيرة او القيام بعمل يغمره بالسروراو بلقاء الاحبة او بالخروج لاستكشاف الحياة القصيرة والواسعة ففيها الكثير الذي ينتظرنا آملا ان نشعر بالفرح جميعا رغم صلواتنا لشعوب امتنا ان تنسى لغة الموت وان يعمها السلام فقد قاست أمتنا اكثر من اي امة اخرى واسقطت كلمة الفرح من قواميسها المرة القادمة اتمنى ان ألاّ يمر الفرح بنا وبكم ضيفا خفيفا بل ان يبقى بين ظهرانيكم حتى ابد الابدين

ازهر مهدي

ليست هناك تعليقات:

WebCrawler Search